الصفحة الرئيسية > خواطر إيمانية > كل عام ونحن جميعا بخير

كل عام ونحن جميعا بخير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير على بداية عام هجري جديد، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يكون عام أفضل للجميع، كل عام وأنتم من الله أقرب وعلى طاعته أدوم وعن معصيته أبعد.

لكل منا صورة ذهنية معينة عن أي شىء في الحياة، وأقصد هنا بالصورة الذهنية أي ما يتبادر لذهنك عندما يذكر شىء معين أمامك، فمثلا لكي أوضح ما أقول عندما يذكر أحدا أمامي السماء فأول شىء يتبادر إلى ذهني هو اللون الأزرق الفاتح أو اللون السماوي كما نسميه :)، وأيضا مثلا عندما يذكر أحدا أمامي يوم الجمعة يتبادر إلى ذهني مباشرة صلاة الجمعة واجتماع الناس على الصلاة، هناك مثلا آخرين عند ذكر يوم الجمعة يتبادر إلى أذهانهم الذهاب إلى النادي وماتش الكورة الذي تعودوا أن يلعبوه في النادي.

المهم ما أريد أن أخبركم به هنا هي الصورة الذهنية لي بالنسبة للعام الهجري، بداية مما لاشك فيه أن بداية العام الهجري تحمل معها بالنسبة لي صورة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن بالنسبة للعام الهجري كله فصورته الذهنية عندي أنه عبارة عن محطات للتقرب من الله ولكل محطة أعمال لابد من القيام بها لكي نستفيد من هذا التوزيع الرباني، سأوضح ما أريده.

ففي ذهني أن العام يبدأ من رمضان، رمضان الذي في رأيي هو قوة انطلاق هائلة للتقرب من الله عليك أن تأخذ منه خزينة تستطيع أن تعينك طوال العام وهذا الارتباط بين رمضان والعام كاملا لابد أن يكون حاضرا خلال شهر رمضان لكي لا يقتصر الفرد منا العبادة على شهر رمضان فقط، وبعد رمضان يحثنا الرسول على صيام ست أيام من شوال لكي نعلم أن ما انتهت العبادة بانتهاء رمضان، وليست العبادة هي العبادة المفروضة فققط ولكن لابد من عمل النوافل لتستطيع الثبات بل والتقدم في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

وبعد شهرين من انتهاء رمضان هناك محطة أخرى وهي العشر الأوائل من ذي الحجة التي أعدها “ملحق” لرمضان وأعني بـ “ملحق” معنيان إما أنه تكملة لما كنت عليه في رمضان إن كنت ممن عبدوا الله جيدا في رمضان واستفادوا منه بالفعل فيكون لك دفعة أقوى لباقي العام، والمعنى الثاني أن يكون فرصة أخرى لمن رسب في محطة رمضان ولم يستفد منه فها هي فرصة أخرى لتحاول أن تعوض بعض ما فاتك في رمضان.

وسرعان ما تنتهي العشر الأوائل ومن ثم تنتهي السنة الهجرية ليبدأ حصاد ما زرعت في هذه الشهور الأخيرة من السنة، وتبدأ شهور العمل، فيأتي شهر الله المحرم الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصيام بعد رمضان هو شهر الله المحرم لتكثر منه من الصيام لتتقوى بهذا الصيام على تثبيت التقرب إلى الله سبحانه وتعالى التقرب الذي سيستمر معك لمدة خمسة أشهر أخرى تظهر فيهم لله مدى استفادتك من المحطات السابقة التي بدأت في رمضان.

ومع قدوم شهر رجب شهر الله الحرام المنفرد عن باقي أشهر الله الحرم، لنبدأ فيه الاستعداد لأقوى محطة قادمة وهي محطة رمضان، فعليك أن تبدأ الاستعداد لرمضان من شهر رجب بقراءة القرآن وصلاة القيام، وما أن ينتهي شهر الله الحرام رجب إلى أن يبدأ شهر شعبان الذي هو شهر لم يصم الرسول في شهر أكثر منه بعد رمضان صلى الله عليه وسلم، ويكون مرحلة علينا العمل فيها أكثر من رجب لكي ندخل على رمضان وقد سهلت علينا العبادة فنستطيع أن نستفيد استفادة حقيقة من شهر رمضان ليكون دفعة قوية في اتجاه التقرب إلى الله أكثر وأكثر ونحاول أن نتقرب أكثر من العام السابق لكي يكون عاما أفضل.

فسبحان الله .. ما أرحمه وما أكرمه وما أعظمه  فهو يعيننا على أنفسنا ويساعدنا في التقرب إليه أكثر وسبحانه هو القائل “إياك نعبد وإياك نستعين”  الآية التي نرددها كل يوم على الأقل سبعة عشر مرة، فهل سمعتم من قبل على عبد يطلب الإعانه من سيده في تقويته على عبوديته، ولهذا لابد من الاستمرار دائما بمحاولة التقرب إلى ولا ننسى أبدا أننا ما تقربنا إليه قيد أنمله إلا بفضل منه سبحانه وتعالى.

وأخيرا أقول لمن فاته الإعداد الذي بدأ من رمضان أن هناك فرصة أخيرة وهي شهر الله المحرم فاجتهد أن تصوم فيه كثيرا واعلم أن الصيام فيه أفضل صيام على الإطلاق بعد صيام رمضان، واجتهد فيه في باقي العبادات لكي تعوض ما فاتك من قبل ويكون عاما حقا أقرب إلى الله وأدوم على طاعته وأبعد عن معاصيه.

وأخيرا … كل عام وأنتم بخير.

التصنيفات :خواطر إيمانية
  1. مشارك
    22 ديسمبر 2009 عند 7:20 م

    جعل الله أعوامنا و عمرنا كله فناءا في سبيله

  1. 25 سبتمبر 2010 عند 12:42 ص

أضف تعليق