كان بيتي هنا

خطف منظر البلكونة نظري وأنا أسير في الشارع في منتصف الليل، وكأن شىء ما يجذب نظري بل وكياني إلى هذا الاتجاه لأرى تلك البلكونة، تلك بلكونة المنزل الذي نشأت فيه وعشت فيه طفولتي (إن كانت حقا طفولة )، ووجدت نفسي بدون أن أشعر أنظر إلى البيت القصير المجاور لبيتي القديم، وأشعر أنني اشتقت لرؤيته من البلكونة كما تعودت سابقا، بل وبدأت أنظر إلى الشارع وهو ملئ بالسيارات المصطفة على جنبي الشارع الصغير … وفجأة وجدت نفسي أستنشق الهواء وأشعر أن هذا هو هوائي هذا هو الهواء الذي كنت استنشقه فوجدت قلبي يتحرك مع تحركات نفسي.

كانت هذه لحظات مررت بها وأنا أسير في شارع عمودي على الشارع الذي كنت أسكن فيه من قبل، ومن هذا الشارع العمودي تستطيع رؤية المنزل الذي كنت أسكن فيه فهو البيت الثاني، هو شارع صغير هادئ في حي متوسط من أحياء القاهرة.

تقول لي أمي العزيزة أنني كنت فاتحة خير عليهم فبعد وصولي إلى الدنيا رزقهم الله بهذا البيت، الذي كان البيت رقم 1 الذي تستقر فيه أمي (مع أنني الابن رقم ثلاثة بعد أخت كبرى وأخ أكبر)، وتقول أن أول ما أن سكنا في هذا البيت أقام الوالد (رحمه الله) عقيقتي، ومن ساعتها وكأن هناك علاقة خاصة بيني وبين هذا المنزل الذي مررت بسببه بأيام صعبة فيما بعد كان أصعب ما فيها أنني كنت بين خيارات كلها صعبة حتى اخترت خيار بيع هذا المنزل وكان هذا اليوم بعد مرور عامين على بيعه.

لا أريد أن أطيل على نفسي وعليكم، ولكن كانت هذه لقطة من حياتي أحببت أن أدونها لا أدي ما الهدف بالتحديد من تدوينها.